كورونا يجتاح العالم:
(2)
لا إفراط ولا تفريط!!
*بقلم: أ.
جمال شيبان
كاتب وباحث إعــلامي
وكان ردي بأننا إن وصلنا إلى هذه المرحلة التي تنتظرون فيها
التعازي والإحصائيات بأعداد الموتى؛ فسيكون الوباء قد وصل وتغلغل في أوساط المجتمع
وعندها لا ينفع الندم، وللأسف هذا ما حدث..!
إذاً ليس بالإمكان
أفضل مما كان، والمرض قد وصل وأصبح واقعاً فما الضرر من اتخاذ الاحتياطات اللازمة الكفيلة
بحمايتهم وأسرهم ومجتمعهم، وما الصعوبة في الالتزام بالنظافة؟! وما المشكلة في أن
تجلس في البيت إن لم يكن هناك أمر ضروري أو حاجة لمغادرته..؟! فالوقاية نجاة من
الإصابة وهي إجمالاً خيراً من العلاج..
أعلم أننا في وضع يصعب علينا فيه مقارنة أنفسنا أو
امكانياتنا بالدول التي فرضت حجراً صارماً لمواطنيها، -ومعه تكفلت بكافة متطلباتهم
ومستلزماتهم وبالتالي نجحت في محاصرة الوباء- لأن الغالبية هنا تكاد تحصل على
قوتها يوماً بيوم وهو ما يجعل الوضع معقداً للغاية، وهنا لا بد من وقفة حتى لا
نظلم طالبي الرزق (بشكل يومي).
أولا: هل بالإمكان اتخاذ الاجراءات الاحترازية لتجنب
الإصابة حتى لا يقع فريسة لهذا الوباء الذي لا يرحم ولا يفرق بين من خرج لكسب قوت
يومه وبين من خرج لمجرد الخروج.. حسناً فلتخرج ولكن اعلم أنك تخرج وتعمل لتعول من
ينتظرون عودتك أنت -حتى لو كنت صفر اليدين- فحافظ على سلامتك واحمي نفسك من أجلهم،
ومن أجلك.
وكذلك كل من كان لديه ضرورة للخروج سواءً لشراء حاجات البيت
(المصاريف) أو للعلاج أو غيرها من الضروريات الملحة فلا بأس ولكن احمي نفسك والتزم
بإجراءات الوقاية..
ولكن لا ضرورة للدخول في التجمعات والازدحام ولا للقاءات،
وبالإمكان المحافظة على مسافة آمنة وعدم الاقتراب، كما أنه لا داعي للتسوق من
الأماكن المزدحمة أو زيارتها وإن كانت ضرورية أو تتفرد في أشياء معينة ولا يوجد
بدائل، فعليك محاولة اختيار أوقات تكون فيها (فاضية) وغير مزدحمة.. كما ينبغي أن
تكون اليد مقيدة -قدر المستطاع- عن لمس الأسطح والأشياء فاليد هي أحد المتهمين الرئيسين
في قائمة ناقلي كورونا ويجب تنظيفها باستمرار.
أما بالنسبة للبائعين أو سائقي الباصات أو مقدمي الخدمات
عموماً فيجب عليهم أخذ الحيطة والحذر من النقود فهي ناقل كبير، كما يجب أن يلتزموا
بارتداء الكمامات نظراً للواقع الذي يفرض عليهم التعامل المباشر مع كم كبير من
المواطنين.
كما أن عادات المقيل وغيرها من العادات الاجتماعية لم تنقطع
وخصوصاً من قبل معشر النساء -صاحبات الواجب- (فتفاريطهن) قد تقضي على أسر بأكملها
ولا يمكن أن تنقضي أو تنتهي..
في وباء مثل كورونا يجب التعامل على قاعدة "لا إفراط
ولا تفريط"، فلنأخذ بالأسباب ولنتعامل بحكمة؛ فمثل ما ليس كل (كحة) هي كورونا،
-ومن بدأت لديه أي أعراض فليبدأ بالعزل الذاتي عن الأهل وليلتزم بالإجراءات
المتعارف عليها- فإن المحافظة على الهدوء والثقة بالنفس وعدم الدخول في مرحلة
الوهم والخوف من عدم تجاوز الأزمة هي أول
خطوات الشفاء، وكما قال ابن سيناء "الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء
والصبر أول خطوات الشفاء".
*مستشار
التحرير سابقاً
مجلة الرسالة الطبية: العدد (62)اً
ممتاز
ردحذف