الأربعاء، 8 يوليو 2020

جمال شيبان - جمال محمد صالح شيبان Jamal Shaiban:         كــورونـا:يجتاح العالم(1)إما الصين أو إيط...

جمال شيبان - جمال محمد صالح شيبان Jamal Shaiban:
        كــورونـا:يجتاح العالم(1)إما الصين أو إيط...
:         كــورونـا : يجتاح العالم (1) إما الصين أو إيطاليا.. القــرار قــرارك!!                                                    ...

كورونا يجتاح العالم: (2) لا إفراط ولا تفريط!!


كورونا يجتاح العالم:
(2) لا إفراط ولا تفريط!!
                                                
                                                                         *بقلم: أ. جمال شيبان
                                                                  كاتب وباحث إعــلامي
               
"هل تعتقد أنه يوجد حالات اصابة بالمرض في اليمن ؟!" كان ذلك هو السؤال اليومي والمتكرر الذي يكرره على مسامعي كل من أتحدث معهم أو أنصحهم بالوقاية، ويأتي السؤال الثاني مكملاً للإنكار وهو : "طيب ما فيش أحد من الي نعرفهم أصيب، ولم نسمع عن إصابة أو وفاة أحداً منهم أو من أقاربهم؛ إذا المرض غير موجود..!!" وبهذا الانكار يخلص كل منكرو وصول كورونا إلى اليمن حديثهم منتظرين أن يسمعوا أو يرون الموتى بأم أعينهم حتى يصدقوا..
وكان ردي بأننا إن وصلنا إلى هذه المرحلة التي تنتظرون فيها التعازي والإحصائيات بأعداد الموتى؛ فسيكون الوباء قد وصل وتغلغل في أوساط المجتمع وعندها لا ينفع الندم، وللأسف هذا ما حدث..!
 إذاً ليس بالإمكان أفضل مما كان، والمرض قد وصل وأصبح واقعاً فما الضرر من اتخاذ الاحتياطات اللازمة الكفيلة بحمايتهم وأسرهم ومجتمعهم، وما الصعوبة في الالتزام بالنظافة؟! وما المشكلة في أن تجلس في البيت إن لم يكن هناك أمر ضروري أو حاجة لمغادرته..؟! فالوقاية نجاة من الإصابة وهي إجمالاً خيراً من العلاج..
أعلم أننا في وضع يصعب علينا فيه مقارنة أنفسنا أو امكانياتنا بالدول التي فرضت حجراً صارماً لمواطنيها، -ومعه تكفلت بكافة متطلباتهم ومستلزماتهم وبالتالي نجحت في محاصرة الوباء- لأن الغالبية هنا تكاد تحصل على قوتها يوماً بيوم وهو ما يجعل الوضع معقداً للغاية، وهنا لا بد من وقفة حتى لا نظلم طالبي الرزق (بشكل يومي).
أولا: هل بالإمكان اتخاذ الاجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة حتى لا يقع فريسة لهذا الوباء الذي لا يرحم ولا يفرق بين من خرج لكسب قوت يومه وبين من خرج لمجرد الخروج.. حسناً فلتخرج ولكن اعلم أنك تخرج وتعمل لتعول من ينتظرون عودتك أنت -حتى لو كنت صفر اليدين- فحافظ على سلامتك واحمي نفسك من أجلهم، ومن أجلك.
وكذلك كل من كان لديه ضرورة للخروج سواءً لشراء حاجات البيت (المصاريف) أو للعلاج أو غيرها من الضروريات الملحة فلا بأس ولكن احمي نفسك والتزم بإجراءات الوقاية..
ولكن لا ضرورة للدخول في التجمعات والازدحام ولا للقاءات، وبالإمكان المحافظة على مسافة آمنة وعدم الاقتراب، كما أنه لا داعي للتسوق من الأماكن المزدحمة أو زيارتها وإن كانت ضرورية أو تتفرد في أشياء معينة ولا يوجد بدائل، فعليك محاولة اختيار أوقات تكون فيها (فاضية) وغير مزدحمة.. كما ينبغي أن تكون اليد مقيدة -قدر المستطاع- عن لمس الأسطح والأشياء فاليد هي أحد المتهمين الرئيسين في قائمة ناقلي كورونا ويجب تنظيفها باستمرار.
أما بالنسبة للبائعين أو سائقي الباصات أو مقدمي الخدمات عموماً فيجب عليهم أخذ الحيطة والحذر من النقود فهي ناقل كبير، كما يجب أن يلتزموا بارتداء الكمامات نظراً للواقع الذي يفرض عليهم التعامل المباشر مع كم كبير من المواطنين.
كما أن عادات المقيل وغيرها من العادات الاجتماعية لم تنقطع وخصوصاً من قبل معشر النساء -صاحبات الواجب- (فتفاريطهن) قد تقضي على أسر بأكملها ولا يمكن أن تنقضي أو تنتهي..
في وباء مثل كورونا يجب التعامل على قاعدة "لا إفراط ولا تفريط"، فلنأخذ بالأسباب ولنتعامل بحكمة؛ فمثل ما ليس كل (كحة) هي كورونا، -ومن بدأت لديه أي أعراض فليبدأ بالعزل الذاتي عن الأهل وليلتزم بالإجراءات المتعارف عليها- فإن المحافظة على الهدوء والثقة بالنفس وعدم الدخول في مرحلة الوهم  والخوف من عدم تجاوز الأزمة هي أول خطوات الشفاء، وكما قال ابن سيناء "الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء والصبر أول خطوات الشفاء".
                                                                                                              *مستشار التحرير سابقاً
                                                                                                                        مجلة الرسالة الطبية: العدد (62)اً

كورورنا يجتاح العالم 1 جمال شيبان


        كــورونـا: يجتاح العالم
(1) إما الصين أو إيطاليا.. القــرار قــرارك!!

                                                 *بقلم: أ. جمال شيبان
                                                كاتب وباحث إعــلامي
         
جمال شيبان
ضرب وباء كورونا-COVID 19- الصين وكانت مدينة "ووهان" هي البؤرة الأولى لظهور وانتشار فيروس كورونا في الصين وعبر العالم، فكيف كان التصرف وإدارة الأزمة من قبل الصينيين بمختلف مستوياتهم؟!
انتشر الوباء بطريقة متسارعة ومرعبة حيث ضرب المدينة بدون سابق إنذار؛ فطبيعة المرض كما اتضح لاحقاً أنه يتخذ موضعه في جسم الإنسان بهدوء ثم يعلن عن ذلك من خلال الأعراض المعروفة بعد مرور مدة من الزمن -14 يوماً هي مدة حضانة الفيروس وحتى ظهور بداية الأعراض- ولم يتم اكتشاف الأمر إلا بعد أن كان الوباء قد انتشر في المدينة ومنها إلى العالم.
مثلت الصين "تجربة فريدة في مواجهة المرض واحتوائه" بحسب إشادة منظمة الصحة العالمية، فقد سخّروا كل امكانياتهم -وهي مهولة- وبدأوا باتخاذ إجراءات جريئة لمواجهة الوباء؛ وكل ذلك لا يغير من الأمر شيئاً فالعالم يعرف الامكانيات الفائقة للصين. لكن تظل إجراءات العزل الصحي وحظر السفر من وإلى ووهان والخروج أو التجول الذي شمل الصين كاملة -من وجهة نظري- هي العلامة الفارقة في انحسار وانتهاء هذه الكارثة لديهم حتى وصلت إلى تسجيل (صفر) إصابة جديدة في الأيام القليلة الماضية، ويُحسب ذلك للمواطن الصيني الذي امتثل للقرار واستطاع حماية نفسه والآخرين. والآن بدأت الحالة تعود إلى طبيعتها بشكل حذر حيث رفعت السلطات الصينية قيود السفر من وإلى ووهان، لكن هل يعني ذلك العودة إلى الحالة الطبيعية السابقة؟! بالقطع لا، فستظل الإجراءات الاحترازية كما هي.
ولكن، هل انتهى وباء كورونا من الصين؟
أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين أنها أحصت خلال  24 ساعة فقط في الأيام الماضية 34 إصابة جديدة بالوباء، جميعها لدى أشخاص وافدين التقطوا العدوى أثناء وجودهم خارج البلاد.
وهذا معناه أن المرض انحسر داخل الصين التي انتشر منها إلى العالم، وبدأ العالم يسدد ديونه للصين من خلال مواطنيها الذين يعودون من تلك البلدان حاملين معهم الفيروس.
 وهذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر فطالما وبلدنا -حتى الآن- خالية منه، فإن المفروض أن يتم إغلاق مجالنا الجوي وكافة المنافذ أمام أي رحلات قادمة سواء كان القادمون موظفين أممين -حتى لو كان غوتيريش ذات نفسه- أو مواطنين عائدين إلى البلد، بل ونتمنى منهم -إن كانت لديهم الإمكانيات- أن يبقوا في الخارج حتى تتضح الصورة، وسيكون ذلك أصدق وأعلى درجات الوطنية والانتماء لهذا البلد، فلا نريد لتلك المآسي التي رأيناها أن تتكرر. وإن صعب ذلك فتبقى أماكن الحجر لمدة 14 يوماً هي الملجأ الأخير رغم ضعف الإمكانيات، لكن قد تفي بالغرض نوعاً ما.
وفي مقابل ما تم في الصين لدينا عدة نماذج أخرى للتعامل مع الحدث، ولعل النموذج الإيطالي هو الأبرز، حيث كان الاستهتار وعدم الالتزام بإجراءات الوقاية هو السائد فماذا جنى الإيطاليون من ذلك؟!
الذي جنوه، آلاف المصابين بكورونا تجاوز عددها في الصين، والوفيات كانت الضعف والعدد مرشح للزيادة، بالرغم من أن النظام الصحي في إيطاليا من أفضل الأنظمة في أوروبا لكن الوباء شكل ضغطاً كبيراً على المؤسسات الصحية التي هي مهيئة للتعامل وفق ظروف طبيعية لكن المفاجأة كانت أكبر؛ وهنا أوجه هذا النداء إلى اليمنيين أن يكونوا بحجم المسؤولية، فما هي إمكانياتنا لمواجهة هذا الوباء إن تسلل؛ بالقطع أننا لا نمتلك إمكانيات الصين ولا حتى إيطاليا، لكن لا تزال لدينا فرصة لاختيار طريقة التعامل مع كورونا من خلال الالتزام بإجراءات الوقاية التي يُعلن عنها باستمرار، بل وأتمنى أن تتحول لتصبح ثقافة مجتمعية دائمة؛ فالنظافة من الإيمان وهدفها حماية نفسك والآخرين.
وأنا على يقين أننا لو طبقنا تلك الإجراءات؛ فستختفي العديد من الأمراض والأوبئة التي نتبادلها ونتناقلها فيما بيننا -سواء الحديثة منها مثل كورونا وأخواته (سارس وميرس)، أو أنفلونزا الخنازير والطيور. أو القديمة التي عفى عليها الزمن كالأنفلونزا العادية والكوليرا والأمراض المعدية الأخرى- والتي من تسميتها يتضح أنها انتقلت بالعدوى من شخص آخر؛ بالتأكيد لم يكن ملتزماً بالنظافة. كما أتمنى الالتزام بالبقاء في المنازل قدر المستطاع وأن لا يكون الخروج إلا لضرورة قصوى ومعها الالتزام بإجراءات الوقاية المعروفة، وهذا بدوره سيحول دون انتشار المرض، أو انحساره إن وصل إلى بلدنا لا سمح الله.
وفي الأخير هناك نموذجين واضحين ومختلفين جذرياً في التعامل مع وباء كورونا المنتشر حالياً؛ هما النموذج الصيني والإيطالي، فإما الصين أو إيطاليا.. والقــرار قــرارك.
مجلة الرسالة الطبية: العدد (61)